| العشره المبشرون بالجنه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: العشره المبشرون بالجنه السبت مارس 20, 2010 10:11 pm | |
| العشرة المبشرون بالجنة
(أبو بكر الصديق)
هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنيـن، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه، كان يعمل بالتجارة ومـن أغنياء مكـة المعروفين، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من خير وشـر وكان ذا خلق معروف يأتونه الرجال ويألفونـه. اعتنـق الإسلام دون تردد فهو أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من بينهم عثمـان بن عفـان، والزبيـر بن العـوام، وعبدالرحمـن بن عـوف، والأرقـم ابن أبي الأرقـم
إسلامه
لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال: (أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا؟!)... فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إني رسول الله يا أبا بكر، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق أدعوك إلى الله يا أبا بكر، وحده لا شريك له، ولا نعبد غيره، والموالاة على طاعته أهل طاعته)... وقرأ عليه القرآن فلم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه).
أول خطيب
عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول: (يا أبا بكر إنّا قليل)... فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد، وكل رجل معه، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس، وكان أول خطيب دعا إلى الله عزّ وجل وإلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم ضربا شديدا، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه، وجاء بنو تيم تتعادى، فأجلوا المشركين عن أبي بكر، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته، ورجعوا بيوتهم وقالوا: (والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة)... ورجعوا إلى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال: (ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟)... فنالوه بألسنتهم وقاموا...
أم الخير
ولمّا خلت أم الخير (والـدة أبي بكر) به جعـل يقول: (ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)... قالت: (والله ما لي علم بصاحبك)... قال: (فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه)... فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: (إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟)... قالت: (ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت؟)... قالت: (نعم)... فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: (إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك)... قال: (فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟)... قالت: (هذه أمك تسمع؟)... قال: (فلا عين عليك منها)... قالت: (سالم صالح)... قال: (فأين هو؟)... قالت: (في دار الأرقم)... قال: (فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)... فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر: (بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي بَرّة بوالديها، وأنت مبارك فادعها الى الله، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار)... فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم.
جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس. فنزل فيه قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى}.
منزلته من الرسول(صلى الله عليه و سلم)
كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه: (إن من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر).
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي)... وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار). كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول: (والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي).
الإسراء و المعراج
وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس ذهب الناس إلى أبي بكر فقالوا له: (هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة!)... فقال لهم أبو بكر: (إنكم تكذبون عليه)... فقالوا: (بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس) فقال أبو بكر: (والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجّبكم من ذلك! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه! فهذا أبعد مما تعجبون منه). ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟)... قال: (نعم)... قال: (يا نبي الله فاصفه لي، فإني قد جئته)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فرفع لي حتى نظرت إليه)... فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: (صدقت، أشهد أنك رسول الله)... حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: (وأنت يا أبا بكر الصديق)... فيومئذ سماه الصديق.
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة إلى المدينة المنورة... فقال تعالى: {ثاني اثنين اذ هما في الغار، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا}. كان أبو بكر رجلا ذا مال، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول: (لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً)... فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك، وفي يوم الهجرة، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال: (ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث). فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة، فقال الرسول: (أخرج عني من عندك)... فقال أبو بكر: (يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك؟ فداك أبي وأمي!)... فقال: (إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة)... فقال أبو بكر: (الصُّحبة يا رسول الله؟)... قال: (الصُّحبة)... تقول السيدة عائشة: (فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ)... ثم قال أبو بكر: (يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا)... فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط، وكان مشركاً يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما.
أبواب الجنة
عن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان)... فقال أبو بكر: (ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة)... وقال: (هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله)... قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر).
مناقبه و كراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب: (ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني)... وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث: (أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده)، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك. وهو أول خليفة في الإسلام، وأول من جمع المصحـف الشريـف، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده... وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر... كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-... وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم-: (أنت عتيق الله من النار)، فسمّي عتيقاً. وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: (كيف تفضِّلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته!!). عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أما صاحبكم فقد غامر)... فسلم وقال: (إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك)... فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر)...ثلاثا، ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر ، فسأل: (أثم أبو بكر)... فقالوا: (لا)... فأتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم، فجعل وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- يتمعر، حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: (يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين)... فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي)... مرتين فما أوذي بعدها.
خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة، وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها، إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي، فسأله عن ذلك فقال له: (يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم!!)... فرد عليه عمر: (أين المفر؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك).
جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا: (يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء، تُوجِّه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟!)... فقال: (والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله)... فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: (لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم)... فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام.
حرب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد، قال عمر بن الخطاب: (كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله]؟!)... فقال أبو بكر: (الزكاة حقُّ المال)... وقال: (والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها)... ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل إلى رأيه، ولم يمت حتى استقام الدين، وانتهى أمر المرتدين.
جيوش العراق و الشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام.
إستخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال: (إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه، فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن المتقي آمن محفوظ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ، وأن يحبط عمله، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم، وأن تصم بطنك من أموالهم، وأن يخف لسانك عن أعراضهم، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله).
وفاته
ولد أبو بكر في مكة عام (51 قبل الهجرة) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة (13 هـ). ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول: (اليوم انقطعت خلافة النبوة)... حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال: (رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما، وأكملهم إيمانا، وأخوفهم لله، وأشدهم يقينا، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صُحْبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً). | |
|
| |
احمد الاهلاوى عضو نشيط
عدد المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الأربعاء مارس 24, 2010 4:21 am | |
| الله على الموضوع الجميل جداااااااااااا ياااااااااااااااااارب اوعدنا نكون معاهم تسلم ايدك | |
|
| |
كان بنا حب المشرف العام
عدد المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 17/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 1:24 am | |
| جزاك الله خير ومنتظرين الباااااااااااااقي | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:37 pm | |
| (عمر بن الخطاب)
الفاروق أبو حفص، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة (40 عام قبل الهجرة)، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم...
وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين.
إسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة: (دلوني على محمد)...
وسمع خباب كلمات عمر، فخرج من مخبئه وصاح: (يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإني سمعته بالأمس يقول: (اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب)...
فسأله عمر من فوره: (وأين أجد الرسول الآن يا خباب؟)...
وأجاب خباب: (عند الصفـا في دار الأرقم بن أبي الأرقم)...
ومضى عمر الى مصيره العظيم... ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال: (أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب)...
فقال عمر: (أشهد أنّك رسول الل)... وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم: (والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك)...
وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- (الفاروق) لأن الله فرق بين الحق والباطل...
الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ...
وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم: (كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج)...
إنجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة... لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: (كان اسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)...
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة (14 هـ)، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة (16 هـ)، وأول من عسّ في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج، كما أنه مصّـر الأمصار، واستقضـى القضـاة، ودون الدواويـن، وفرض الأعطيـة، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها...
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-...
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة...
خلافة عمر
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان: (اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله)...
وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم... أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده، وأوضح سبب اختياره قائلا: (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم)...
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا: (أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي، ولا وليت ذا قربى، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا)... فرد المسلمون: (سمعنا وأطعنا)... وبايعوه سنة (13 هـ)...
عمر في الأحاديث النبوية
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها...(إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه)... (الحق بعدي مع عمـر حيث كان)... (لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب)... (إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه)...(ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر)...
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا بلال، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيْرتك)...
فقال عمر: (بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار!)... وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب)...
قالوا: (فما أوّلته يا رسول الله؟)... قال: (العلم)... قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه)... قالوا: (فما أوَّلته يا رسول الله؟)... قال: (الدين)...
قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، فقد استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده نسوة من قريش ، يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل عمر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: (أضحك الله سنك يا رسول الله)...
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)...
فقال عمر: (فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله)... ثم قال عمر: (يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)... فقلن: (نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)...
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا، وقال متحديا لهم: (من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي)... فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غيرفجك)...
لسان الحق
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه، يقول على بن ابي طالب: (إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه)...
كما قال عبد الله بن عمر: (مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر)...
وزاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر)... قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (من نبي ولا محدث)... عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)...
هيبته و تواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة...
استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها: (اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)...
وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي (غلاما للمغيرة بن شعبة) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة...
ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة... ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة...
| |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| |
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:38 pm | |
| (على بن أبى طالب)
هو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-... ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة...
أبو تراب
دخل علي على فاطمة -رضي الله عنهما-، ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أين ابن عمك)...
قالت: (في المسجد)... فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: (اجلس يا أبا تراب)... مرتين...
الخوارج
أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله، وخرجوا على طاعته، فعرفوا لذلك باسم الخوارج، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري، وقضى على معظمهم، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب... وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية... إلى أعلى
الرسول يضمه إليه
كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق بما جاءه من الله تعالى: علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه...
فقال العباس: (نعم)... فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: (إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه)... فقال لهما أبو طالب: (إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما)...
فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علياً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة، وخرج علي معه مستخفياً من أبيه وسائر قومه، فيصليان الصلوات معا، فإذا أمسيا رجعا...
خلافته
لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة (35 هـ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى ...
ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه-
وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة، فساروا اليها مع أتباعهم ...
ليلة الهجرة
في ليلة الهجرة، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه)...
فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي: (نم على فراشي، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم)...
ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم...
وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء...
معركة الجمل
خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها-، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في (ذي قار) قرب البصرة، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري.
وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق، واستقر بها، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية.
منزلته من الرسول(صلى الله عليه و سلم)
لمّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي: (أنت أخي)... وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)...
وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله)...
دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه (الحسن والحسين) وجلَّلهم بكساء وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً)... وذلك عندما نزلت الآية الكريمة... قال تعالى: {إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت} كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: (اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال)...
مواجهة معاوية
قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (بعد توليه الخلافة) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام، غير أن معاوية رفض ذلك، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته، وحقن دماء المسلمين، ولكنهم رفضوا...
فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة، وعدم الخروج على جماعة المسلمين، والتقت قوات الطرفين عند (صفين) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري)...
وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال، لكن فريقا من رجاله، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم، بينما رفضه فريق آخر...
وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية.
يوم خيبر
في غزوة خيبـر قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: (لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويُحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه، أو على يديه)... فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه... إلى أعلى
استشهاده
لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران...
وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا: (ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه، ان الله لا يحب المعتدين)...
وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم: (لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم بأموركم أبصر)... واختلف في مكان قبره... وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين... | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:39 pm | |
| (الزبير بن العوام)
الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-في (قصي بن كلاب)... كما أن أمه (صفية) عمة رسول الله، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا لكنه أنفقه في الإسلام حتى مات مدينا.
الزبير وطلحة
يرتبط ذكر الزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه، وتحدث عنهما الرسول قائلا: (طلحة والزبيـر جاراي في الجنة)، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لاختيار خليفته.
أول سيف شهر في الإسلام
أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام، وقد كان فارسا مقداما، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، وفي أعلى مكة لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله ماذا به ؟... فأخبره النبأ... فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب.
إيمانه وصبره
كان للزبير - رضي الله عنه - نصيبا من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه: (اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب)... فيجيب الفتى الغض: (لا والله، لا أعود للكفر أبدا)... ويهاجر الزبير إلى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
غزوة أحد
في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعا إلى مكة، ندب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الزبير وأبو بكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته، فقاد أبو بكر والزبير -رضي الله عنهما- سبعين من المسلمين قيادة ذكية، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين.
بنو قريظة
وفي يوم الخندق قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟)... فقال الزبير: (أنا)... فذهب، ثم قالها الثانية فقال الزبير: (أنا)... فذهب، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـر: (أنا)... فذهب، فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريَّ وابن عمتي).
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول - صلى الله عليه وسلم -، أرسل الرسول الزبيـر وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان: (والله لنذوقن ما ذاق حمزة، أو لنفتحن عليهم حصنهم)... ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصـنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه.
يوم حنين
وفي يوم حنين أبصر الزبيـر (مالك بن عوف) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة، أبصره واقفا وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمين العائدين من المعركة.
حبه للشهادة
كان الزبير بن العوام شديد الولع بالشهادة، فهاهو يقول: (إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد، وإني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون).
* وهكذا سمى ولده عبد الله تيمنا بالشهيد عبد الله بن جحش * وسمى ولـده المنـذر تيمنا بالشهيد المنـذر بن عمـرو * وسمى ولـده عـروة تيمنا بالشهيد عـروة بن عمـرو * وسمى ولـده حمـزة تيمنا بالشهيد حمزة بن عبد المطلب * وسمى ولـده جعفـراً تيمنا بالشهيد جعفر بن أبي طالب * وسمى ولـده مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عميـر * وسمى ولـده خالـدا تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد * وهكذا أسماهم راجيا أن ينالوا الشهادة في يوم ما
وصيته
كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا: (إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي)... وسأله عبد الله: (أي مولى تعني ؟)... فأجابه: (الله، نعم المولى ونعم النصير)... يقول عبدالله فيما بعد: (فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه).
موقعة الجمل
بعد استشهاد عثمان بن عفان أتم المبايعة الزبير و طلحة لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان، وكانت (وقعة الجمل) عام 36 هجري ... طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين (عائشة) في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: (يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت ؟).
ثم قال للزبير: (يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، إلا تحب عليا؟؟. فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني ؟؟... فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم)... فقال الزبير: (نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك).
وأقلع طلحة و الزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.
الشهادة
لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا: (بشر قاتل ابن صفية بالنار)... وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول: (سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله).
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا: (اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)... ثم نظر الى قبريهما وقال: (سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (طلحة و الزبير، جاراي في الجنة). | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| |
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:40 pm | |
| (أبو عبيدة ابن الجراح)
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري... يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في أحد أجداده (فهر بن مالك)... وأمه من بنات عم أبيه... أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر.
كان -رضي الله عنه- طويل القامة، نحيف الجسم، خفيف اللحية... أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها.
غزوة بدر
في غزوة بدر جعل أبو (أبو عبيدة) يتصدّى لأبي عبيدة، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلمّا أكثر قصدَه فقتله، فأنزل الله هذه الآية.
قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}.
غزوة أحد
يقول أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: (لما كان يوم أحد، ورمي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى إذا توافينا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا هو أبو عبيدة بن الجراح قد سبقني، فقال: (أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)... فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتي المغفر، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم).
غزوة الخبط
أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر، والسفر بعيد، فاستقبل أبو عبيدة واجبه بغبطة وتفاني، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون (الخبط) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء، غير مبالين إلا بانجاز المهمة، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط.
مكانته...أمين الأمة
قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا... فقال عليه الصلاة والسلام: (لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين) ... فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها... ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و سلم- (أمينا حق امين) وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك... بل صار - كما قال يتراءى - أي يري نفسه - للنبي صلى الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين... ولكن النبي صلى الله عليه وسلم- تجاوز جميع الصحابة وقال: (قم يا أباعبيدة).
كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه: (لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه، قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله)...
معركة اليرموك
في أثناء قيادة خالد - رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الإمبراطورية الرومانية توفي أبو بكر الصديق - رضي الله عنه-، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه-، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد... وصل الخطاب إلى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة، ثم أخبر خالدا بالأمر، فسأله خالد: (يرحمك الله أبا عبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟)... فأجاب أبو عبيدة: (اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله أخوة)... وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام.
تواضعه
ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء، فجمعهم وخطب فيهم قائلا: (يا أيها الناس، اني مسلم من قريش، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في اهابه!!).
وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه، فقالوا له: (من ؟)... قال: (أبو عبيدة بن الجراح)... وأتى أبو عبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا، الا سيفه وترسه ورحله، فسأله عمر وهو يبتسم: (ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس؟)... فأجاب أبو عبيدة: (يا أمير المؤمنين، هذا يبلغني المقيل)...
طاعون عمواس
حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد (طاعون عمواس) وكان أبو عبيدة أمير الجند هناك... فخشي عليه عمر من الطاعون...فكتب إليه يريد أن يخلصه منه قائلا: (إذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح إلا متوجها إلي... وإذا وصلك في الصباح ألا تمسي الا متوجها إلي... فان لي حاجة إليك) وفهم أبو عبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وانه يريد أن ينقذه من الطاعون... فكتب إلى عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور إليه وقال: (لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وإنما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم... فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) ولما وصل الخطاب إلى عمر بكى... فسأله من حوله: (هل مات أبو عبيدة؟)... فقال: (كأن قد)... والمعنى أنه إذا لم يكن قد مات بعد وإلا فهو صائر الى الموت لا محالة... إذ لا خلاص منه مع الطاعون.
كان أبو عبيـدة - رضي الله عنه - في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند، فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا...مات أبو عبيـدة - رضي الله عنه - سنة (18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس... وقبره في غور الأردن... رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى. | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:40 pm | |
| (طلحة بن عبيد الله)
طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني، أبو محمـد... لقد كان في تجارة له بأرض بصرى، حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم، قد أهل عصره، ونصحه بإتباعه... وعاد إلى مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن، والرسالة التي يحملها، فسارع الى أبي بكر فوجـده إلى جانب محمد مؤمنا، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا إلا علـى الحق، فصحبه أبـو بكر إلى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من المسلمين الأوائل.
ايمانه
لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين، وهاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا غزوة بدر، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد إلى خارج المدينة، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر، فحزنا إلا يكونا مع المسلمين، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر المقاتلين تماما، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها... وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد (طلحة الخير)... وفي غزوة العشيرة (طلحة الفياض)... ويوم حنين (طلحة الجود).
بطولته يوم أحد
في أحد... أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا: (ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: (دونكم أخاكم...) ونظرنا، وإذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، وإذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه).
وقد نزل قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}.
تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام، ثم أشار إلى طلحة قائلا: (من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة)... ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه-، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب.
عطائه وجوده
وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين، مؤديا لحقوقه، وإذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها، فقد كان من أثرى المسلمين، وثروته كانت دوما في خدمة الدين، فكلما أخرج منها الشيء الكثير، أعاده الله إليه مضاعفا، تقول زوجته سعدى بنت عوف: (دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته: ما شأنك؟... فقال: المال الذي عندي، قد كثر حتى أهمني وأكربني... وقلت له: ما عليك، اقسمه... فقام ودعا الناس، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما).
وفي إحدى الأيام باع أرضا له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال: (إن رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله)... فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما.
وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه، وكان يعولهم جميعا، لقد قيل: (كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مئونته، ومئونة عياله)... (وكان يزوج أياماهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم)... ويقول السائب بن زيد: (صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحدا، أعم سخاء على الدرهم، والثوب، والطعام من طلحة).
طلحة والفتنة
عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، وزكى معظمهم فيما ينشدون من إصلاح، ولكن أن يصل الأمر إلى قتل عثمان -رضي الله عنه-، لا... لكان قاوم الفتنة، وما أيدها بأي صورة، ولكن ما كان كان، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا إلى مكة معتمرين، ومن هناك إلى البصرة للأخذ بثأر عثمان.
وكانت (وقعة الجمل) عام 36 هجري ... طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين (عائشة) في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: (يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟)... ثم قال للزبير: (يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، ألا تحب عليا؟؟... فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟؟... فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم)... فقال الزبير: (نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك).
الشهادة
وأقلع طلحـة والزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما، ولكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا: (اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم: {وَنَـزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}... ثم نظر الى قبريهما وقال: (سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (طلحة و الزبير، جاراي في الجنة).
قبر طلحة
لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات، فرآه حلماً بعض أهله فقال: (ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت)... قالها ثلاثاً، فأخبر من رآه ابن عباس، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق، ولم يتغير منه إلا عُقْصته، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها، وقبره معروف بالبصرة، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك. | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:41 pm | |
| (عبد الرحمن بن عوف)
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة.
كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه...
التجارة
كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال: (لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا)...
وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: (أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها)...
فقال عبد الرحمن: (بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق)... وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح...
الخوف
وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف، فقد جئ له يوما بطعام الإفطار وكان صائما، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال: (استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا)...
كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى، وسألوه: (ما يبكيك يا أبا محمد؟)...
قال: (لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا)... وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا، فقد قيل: (أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم)...
الهروب من السلطة
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا: (لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض)...
وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال: (والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر، أحب إليّ من ذلك)...
وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه-: (لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض)... فاختار عبد الرحمن بن عوف (عثمان بن عفان) للخلافة، ووافق الجميع على إختياره...
حق الله
كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله والمسلمون حقا فيها، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما: (يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك)...
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا، فيضاعفـه الله له أضعافـا، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين، وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة...
وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال: (إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة)...
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل: (أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم)... وخلّف بعده ذهبُ كثير، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال...
قافلة الإيمان
في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما هذا الذي يحدث في المدينة؟)...
وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين: (قافلة تحدث كل هذه الرجّة؟)...
فقالوا لها: (أجل يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة)... وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت: أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا)...
ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها: (لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه)...
ثم قال: (أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله)... ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها...
وفاته
في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه...
وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع: (إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال)... ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عبد الرحمن بن عوف في الجنة).. | |
|
| |
ناجى الاهلاوى نائب المدير العام
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: رد: العشره المبشرون بالجنه الخميس مارس 25, 2010 6:41 pm | |
| (سعيد بن زيد)
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي، أبو الأعور، من خيار الصحابة ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته، ولد بمكة عام (22 قبل الهجرة) وهاجر الى المدينـة، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل (فاطمة بنت الخطـاب).
والده
وأبوه -رضي الله عنه- (زيـد بن عمرو) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسـول الله، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك، ولو أدركك آمن بـك، فاستغفر له؟)... قال: (نعم)... واستغفر له... وقال: (إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ).
المبشرين بالجنة
روي عن سعيد بن زيد أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عشرة من قريش في الجنة، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك (بن أبي وقاص)، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، و أبو عبيدة بن الجراح)... رضي الله عنهم أجمعين.
الدعوة المجابة
كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس، فقد شكته الى مروان بن الحكم، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها، فقال: (اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها، واقتلها في دارها)... فعميت ثم تردّت في بئر دارها، فكانت منيّتُها.
الولاية
كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها، ثم نهض مع مَنْ معه للجهاد، فكتب إليه سعيد: (أما بعد، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي، وإذا جاءك كتابي فابعث إلى عملِكَ مَنْ هو أرغب إليه مني، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام).
البيعة
كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لإبنه يزيد، فقال رجل من أهل الشام لمروان: (ما يحبسُك ؟)... قال مروان: (حتى يجيء سعيد بن زيد يبايع، فإنه سيـد أهل البلد، إذا بايع بايع الناس)... قال: (أفلا أذهب فآتيك به ؟)... وجاء الشامـي وسعيد مع أُبيّ في الدار، قال: (انطلق فبايع)... قال: (انطلق فسأجيء فأبايع)... فقال: (لتنطلقنَّ أو لأضربنّ عنقك)... قال: (تضرب عنقي؟ فوالله إنك لتدعوني إلى قوم وأنا قاتلتهم على الإسلام).
فرجع إلى مروان فأخبره، فقال له مروان: (اسكت)... وماتت أم المؤمنين (أظنّها زينب) فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي لمروان: (ما يحبسُك أن تصلي على أم المؤمنيـن ؟)... قال مروان: (أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقـه، فإنها أوصت أن يُصلي عليها)... فقال الشامي: (أستغفر الله).
وفاته
توفي بالمدينة سنة (51 هـ) ودخل قبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-.
| |
|
| |
| العشره المبشرون بالجنه | |
|