أحلى الأوقات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحلى الأوقات

نتمنى لكم قضاء أحلى الاوقات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رياح الماضى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناجى الاهلاوى
نائب المدير العام



عدد المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 19/03/2010

رياح الماضى Empty
مُساهمةموضوع: رياح الماضى   رياح الماضى Icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 10:33 pm

الحب- الحرمان- القهر- الألم- الكرامة- الضياع- الأمل....

جميع هذه الكلمات سنجد تعبيراً حي لها في أحداث قصة
(رياح من الماضي)

انه ماض اليم يرجع صاحبة قصتنا الى ذكريات لم تعرفها وايام لم تراها لتغوص في اعماقها وتكتشفها لتعرف من تكون....ولتنتقم....
طبعاً القصة باللهجة اللبنانية ولكن ستدخل فيها لغة مصرية ..
مش عايزة أطول عليكم أكثر اتمنى ان تنال اعجابكم..

على فكرة القصة خليط بين اللهجة ا لمصرية واللبنانية
يالا نقول بسم الله ونبدا القصة



الفصل الأول


إنه شتاء1982.... دافىء من شدة النيران التي تراها أينما كنت وعاصف بأصوات القنابل والرصاص التي غطت على أصوات الرعد والصواعق......ًإنها الحرب الأهلية في لبنان تطيح بكل ما هو جميل في هذا البلد ...البنيان الأرصفة حتى البشر ..لم يبق أحد الا وترك منزله وهرب عسى أن يجد الأمان في مكان أخر.....وأي أمان هذا أمام قنابل لا ترحم أحد وإنفجارات وقتل عشوائي....قتل على الهوية...حرب طائفية بكل ما في الكلمة من معنى وكأن الجميع كره كلمة تعايش مشترك التي طالما كانت رمزاً للبنان ..ففي كل بيت لا بد أن تجد شهيداً أو أكثر ....لا وجود لدولة بل لميلشيات مسلحة كل منها تمثل دولة بذاتها لها قوانينها واحكامها..كانت الحرب فوضى لا ترحم...

هذا الجو عاشته عائلة سعاد ....فها هم يرتحلون الى قريتهم التي لم تزرها منذ أكثر من عشرة سنوات ...الجميع كان خائف من اي شيىء ومن كل شيىء الا سعاد إبنة الثامنة عشرة ربيعاً كان في داخلها أمل بأن كل ما يحصل سوف ينتهي على خير في يوم ما وهذا ما كان يرسم إبتسامة خجولة على ثغرها كلما تحدث معها أحد....رغم ما تعيشه من قهر وكبت في منزل والدها...كانت جميلة جداً شقراء شعرها منسدل لتحت كتفيها وعيونها خضراء كربيع لبنان المزهر....

والدها أطباعه صعبة للغاية متسلط لدرجة كبيرة على أهل بيته ... أما الأم التي فمغلوب على أمرها وأخاها يتساوى نفوذه على العائلة مع نفوذ والدها عند غيابه .....الأصل هو الأهم بالنسبة لعائلة ال خليل لا يهم شيىء لا التلميذات المجتهدات جداً ولكن التقاليد وقتها لم تكن تسمح للفتاة بالبقاء في المدرسة بعد سن العاشرة ...أقصد تقاليد عائلة ال خليل..يكفيها أنها تعلمت أن تقرأ وتكتب ماذا تريد من العلم وهذا الكلام السخيف.. ....ولكن سعاد كانت فتاة لا تيأس من شيىء .....وكانت تريد من هذه الحياة أكثر مما أعطتها....حتى إبن عمها الذي إنخطبت اليه وهي ما زالت صغيرة جداً وتنتظر أن تنتهي الحرب لتكون عروسة له لم تكن تيأس من أنها ستتغلب على هذه الزيجة المدبرة حفاظاً على العادات بغض النظر عن كيانها ورغبتها فيما تريد....

كان هذا الموضوع يدور في عقل سعاد وهي في السيارة متجهة الى بيتهم القروي الذي لم تزره منذ عشرة سنوات لمشاغل والدها في المدينة ....كان جدها خليل باشا صاحب الحسب والنسب الذي توفي منذ أكثر من عشرين عاما معروفاً في القرية ً بقي إسمه محفوراً في ذكرة الجميع ويحترمه كل أهل القرية مع أن وضع العائلة المادي يعتبر عادياً جداً مثله مثل كل الناس والدها صاحب شاحنة لنقل البضائع وأخاها ايضاً ولكن في بعض القرى كان النسب يطغى على المال وكم من عائلات تملك المال ولا تملك النسب ولم يعطها أحد أي أهمية تذكر....

وأخيراً لمحت سعاد لوحة مهملة على قارعة الطريق مكتوب عليها (كفريا)لقد وصلت الى قريتها في قضاء الكورة شمال لبنان وما هي الى دقائق حتى كانت أمام منزل جدها ....نزل الجميع وبدأو ينزلون الحقائب من السيارة وكأنهم جلبو معهم البيت كله فاقدين الأمل بالعودة الى منزلهم القديم ويجدونه سالماً من قذيفة عمياء دمرت كل شيىء... أغراض متنوعة من ثياب وأثاث والكل منهمك في تنزيلها الا سعاد نجدها تخرج حقيبة صغيرة تحملها على ظهرها وأخرى كأنها صندوق تحمله في يدها وتتوجه به الى الغرفة التي ستقيم فيها.....

وبعد يوم طويل من العناء والتعب والتنظيف ترقد سعاد في سريرها وتفتح الصندوق وتخرج منه اسطوانات لفيروز وروايات جميعها لإحسان عبد القدوس....

كانت تعيش عصر الرومنسية التي تفقدها في حياتها في كتاباته وتفرح وهي ترى امرأة متحررة في قصصه وتتخيل أنها هي البطلة وتعيش ما لا تعيشه في واقعها المكبوت لأقصى درجة.....

تحمل رواية من رواياته (أذكريني) وتقرأها وتذهب في عالم أخر لتنسى أنها تهجرت بسبب الحرب ولتنسى أنها فتاة مغلوب على أمرها في كل شيىء ولتنسى أنها ستزف الى شخص لا تحبه وفي حياتها لم تحبه ولتحيا مع كلمات رواياته كأنها تهرب من الحياة الى جنة صغيرة رسمها خيالها فقط ...

إستقيظت في اليوم التالي استيقظت لترى الطبيعة وقد لبست ثوبها الأبيض كأنها عروس ستزف في لحظات ..كانت تحب الطبيعة وتحب الجبل وتحب هذا الجو الممطر والمثلج أيضاً ...نظرت من نافذة غرفتها وجدت الشمس قد تعطفت عليهم وظهرت قليلاً لتنشر دفئها في كل مكان فلبست ثيابها بسرعة وإتجهت تبحث عن منزل رفيقة طفولتها سهام....

إقتربت من منزل إعتقدت أنه المقصود...

وقبل أن تقرع الباب سمعت أصواتاً غريبة كأن الة داخل البيت تعمل....قرعت الباب بيدها ....ففتح لها شاب في العشرين من عمره .....نظر اليها بإستغراب فإرتبكت ....

وقالت بخجل: مرحبا..مش هون بيت سهام الجمل...
نظر اليها قائلاً: والله مش عارف مين هي الي بتكلمي عنها بس لق هنا معصرة زيت...

نظرت الى الداخل لتجد حقاً أنها معصرة للزيت ...

قالت: حضرتك الظاهر من كلامك مش لبناني!
-قال بخجل : هو الحقيقة لق انا مصري بشتغل هنا....
- ردت بإبتسامة: طيب اوك عن أذنك..أسفة..
وإستدارت لتعود ولكنه استوقفها بجملته: استني حضرتك ...لو عاوزة تعرفي بيتها حندهلك عصام هو بيعرف الكل هنا في المنط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رياح الماضى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحلى الأوقات :: اشعار وخواطر :: قصص وحكايات وروايات-
انتقل الى: